ادعمنا بالإعجاب

فضائح الباطنية وفضائل المستظهرية PDF

 



الكتاب                 فضائح الباطنية وفضائل المستظهرية 
المؤلف                       أبو حامد الغزالي
قسم                         الرد علي المخالفين، الجدل
عدد الصفحات              261
اللغة                           العربية
حققه وقدم له                عبد الرحمن بدوي
مراجع الكتاب               -----------
المحقق                       -----------
عدد الأجزاء                1
حجم الملف                 4.9 MB
الناشر                        مؤسسة درا الكتب الثقافية
دولة النشر                  الكويت
الطبعة                       الأولى، ٢٠٢٣


وصف الكتاب

هذا كتاب "المستظهرى"  في الرد على الباطنية أو "فضائح الباطنية وفضائل المستظهرية" لأبي حامد الغزالي ، ينشر كاملاً لأول مرة ، إذ لم ينشر منه قبل اليوم غير قطع منه تعادل ثلثه ، نشرها جولد تسيهر سنة ١٩١٦ ( في ليدن ، عند الناشر بريل ) وقدم لها بالألمانية بمقدمة مستفيضة تنقسم قسمين : الأول مدخل يتناول تأليف الكتاب وسوابق التأليف في بابه ، والثانى تحليل المضمون الكتاب كله .

وفي المدخل يبدأ جولد تسيهر بالحديث عن فكرة التقليد في الإسلام ، ويشير إلى أن هذه الفكرة هي مركز هجوم الغزالى على الباطنية ، ومنها يخلص إلى فكرة التعليم من الإمام المعصوم ، التي قالت بها الباطنية . وفي الفصل 4 من هذا المدخل يذكر من سبق الغزالى إلى التأليف في الرد على الباطنية . فيذكر أولاً الكتاب الذي ردّ فيه أبو عبدالله بن رزام على الاسماعيلية ( راجع ( الفهرست » لابن النديم ص ١٨٦ س ٢٤ ؛ والمقريزي ، نشرة بونتس ص ۱۲ س (۳ ) . وهذا المؤلف لا يعرف تاريخ حياته ، لكن من المؤكد أنه لا يتجاوز بداية القرن الرابع الهجرى . وفي نهاية هذا القرن الرابع كتب سعد بن محمد أبو عثمان الغساني القيرواني النحوى كتاباً في الرد على الملحدين . ثم جاء أبو بكر الباقلاني ( المتوفي سنة ٤٠٣ هـ - ١٠١٢ م ) فألف كتاب « كشف الأسرار وهتك الأستار » في الرد على الباطنية . وهنا تثور مشكلة خطيرة وهي أنه ورد في طبعة ( إحياء علوم الدين » للغزالى ( ج ۲ ص ۱۳۰ س (۱۱) النص التالى : ( وقد ذكرنا في كتاب المستظهرى [ المستنبط من كتاب « كشف الأسرار وهتك الأستار » تأليف القاضي أبي الطيب في الرد على أصناف الروافض من الباطنية ] ما يشير إلى وجه المصلحة فيه » - وهذا نص خطير، معناه : أن كتاب «المستظهرى» مستنبط من كتاب الباقلاني هذا . وجولد تسيهر يرى أن هذه السرقة الفاضحة لا يمكن أن يرتكبها الغزالى ، لأن الغزالي كتب بعد الباقلاني بمائة سنة ، وإذا فكتب الباقلاني كانت معروفة متداولة ؛ وفضلاً عن ذلك فإن الغزالى لم يذكر في « المستظهرى » أنه أخذ شيئاً من كتاب الباقلاني ؛ كذلك يعلن الغزالي عن عدم رضاه عما كتبه أسلافه في هذا الموضوع ، و "باقلانى من بينهم . يضاف إلى هذا أن رد الغزالي يتركز على ناحية في مذهب الباطنية لم تتجل إلا بعد وفاة الباقلاني ، وهي مسألة التعليم من الإمام المعصوم ، ولهذا يستبعد جولد تسيهر أن يكون قد اعتمد على الباقلاني.

وقبل الخليفة المستظهر بقرابة قرن من الزمان كتب على ابن سعيد الاصطخرى المعتزلى ردا على الباطنية أهداه إلى الخليفة القادر ، الذى كافأه عليه بوقف حبسه من بعده على بنيه .

وفي الوقت نفسه ألف معتزلى آخر ، هي إسماعيل بن أحمد البستي ، كتاباً بعنوان : « كشف أسرار الباطنية » من نسخة في حوزة ا . جرفينى في ميلانو ، الذي كان أول من اكتشف وجود هذه المخطوطة.

كذلك يذكر من بين أسلاف الغزلي في هذا الباب ثابت ابن أسلم النحوى ، وكان شيعياً يعمل في خزانة صاحب حلب ، كشف فيه عن بداية الدعوة الاسماعيلية وقبائح هذه الفرقة ؛ لكن أبناء هذه الفرقة انتقموا منه فاختطفوه إلى مصر حيث صلبوه في حدود سنة ٤٦٠ه .

وفي الفصل الخامس من هذا المدخل يبين جولد تسيهر الظروف التي دعت الغزالى إلى تأليف هذا الكتاب ، وهى استفحال أمر الدعوة الباطنية على يد الفاطميين الذين بثوا الدعاة في أرجاء بلاد الخلافة دعوة للخليفة الفاطمي المستنصر ، وتأليباً على الخليفة العباسي المستظهر بالله . ثم ما جرى على يد الباطنية من إرهاب وسفك للدماءويختم المدخل ببيان مكانة هذا الكتاب بين كتب الغزالي الأخرى في الرد على الباطنية .

 وكتاب "المستظهرى" هو أول كتاب رد به الغزالى على الباطنية من بين كتبه في هذا الموضوع . فقد ذكر في « المنقذ من الضلال ) وهو يتحدث عن موقفه من التعليمية ( الباطنية ) ما يلي :

وليس المقصود الآن بيان فساد مذهبهم فقد ذكرت ذلك في كتاب « المستظهرى أولا ؛ وفي كتاب « حجة الحق » ثانياً ، وهو جواب كلام لهم عرض على ببغداد ؛ وفي كتاب « مفصل الخلاف » - الذى هو اثنا عشر فصلاً .ثالثاً ، وهو جواب كلام عرض على بهمدان ؛ وفي كتاب الدرج المرقوم بالجداول ( رابعاً ، وهو من ركيك كلامهم الذي عرض على بطوس ؛ وفي كتاب « القسطاس المستقيم » خامساً ، وهو كتاب مستقل" بنفسه ، مقصوده بیان ميزان العلوم ، وإظهار الاستغناء عن الإمام المعصوم لمن أحاط به » . [ ص ١١٨ ؛ دمشق ١٩٣٤ م ] .

ويضاف إلى هذه الكتب :

 ۱ - « قواصم الباطنية » - راجع ما قلناه ما قلناه عنه في « مؤلفات الغزالي » ص ٨٦ .

٢ - جواب المسائل الأربع التي سألها الباطنية بهمدان وهو غير كتاب ( مفصل الخلاف » ، وقد نشر في مجلة المنار » (عدد ۲۹ شعبان سنة ١٣٢٦ هـ = ٢٥ سبتمبر سنة ١٩٠٨ ) المجلد ١١ ص ٦٠١ - ص ٦٠٨ ؛ راجع كتابنا مؤلفات الغزالي » ص ۱۳۲ ١٣٤

ولم يبق لدينا من هذه الكتب غير ثلاث :

( ا ) ( المستظهرى » ؛ (ب) » القسطاس المستقيم » ؛( ح ) ( جواب المسائل الأربع » .

والذين أشاروا إلى هذا الكتاب ، « المستظهرى » ، بعدالغزالي قليلون ؛ نذكر منهم :

(ا) محيي الدين بن عربى ( المتوفي سنة ٦٣٨ هـ١٢٤٠ م ) في ( الفتوحات المكية » ( ح ١ ص ٣٣٤ س ٨ من أسفل ) فقال :

و نبغت طائفة ثالثة ضلت وأضلت ؛ فأخذت الأحكام الشرعية وصرفتها في بواطنهم ، وما تركت من حكم الشريعة في الظواهر شيئاً ، تسمى الباطنية ، وهم في ذلك على مذاهب مختلفة . وقد ذكر الإمام أبو حامد في كتاب المستظهرى » له في الرد عليهم شيئاً من مذاهبهم وبين خطأهم فيها » .

(ب) شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوى ( المتوفي سنة ٩٠٢ هـ = ١٤٩٦ م ) في كتابه « الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ » ( ص ٤٩ – ص ٥٠ ؛ القاهرة سنة ١٣٤٩ ) ونقل منه ( قوله في الباب الأول من كتابه فضائح الباطنية ( إنه طالع الكتب المصنفة في هذا الفن فصادفها مشحونة بفنين من الكلام : فن في تواريخ أخبارهم وحكاية أحوالهم . . » .

أما كتاب ( قواعد عقائد آل محمد » لمحمد بن الحسن الدیلمی ( نشره ر . شتر وطمان في استانبول ، مطبعة الدولة ، سنة ١٩٣٨ ) الذي عقد فصلاً في « بيان مذهب الباطنية وبطلانه » ( ص ۱۸ ٣٩ ) فلا يشير إلى « المستظهرى » ولا إلى كتب الغزالى الأخرى في الرد على الباطنية ، ولا ينقل كلاماً بحروفه عن الغزالى ، بل اعتمد على مصادر غيره ؛ ولم يشر في هذا الفصل إلى كتاب للغزالي غير « التهافت » .

الرد على كتاب المستظهرى 

وقد رد أحد الدعاة الفاطميين القائمين باليمن ، وهو الداعي : على بن محمد بن الوليد ( المتوفي سنة ٦١٢ ه -١٢١٥ م ) ، على كتاب « المستظهرى » بكتاب عنوانه : دامغ الباطل وحتف المناضل » . وقد بذلنا جهدنا للحصول على نسخة منه أثناء مقامنا بالهند في يناير سنة ١٩٦٤ لدى رجال الطائفة الاسماعيلية ، فلم نظفر بها حتى الآن . وكنا نود أن نورد رده ، أو أن نحلله على أقل تقدير . فإلى أن يتيسر لنا الظفر بنسخة منه نرجيء الحديث عنه .

ولا شك أن ثمت ردوداً أخرى في ثنايا كتب الاسماعيلية لكن ضن رجال هذه الطائفة بكتبهم لم ييسر الاطلاع عليها حتى اليوم .

الظروف السياسية

والداعي الأهم إلى تأليف الغزالي لهذا الكتاب هو كما قلنا استفحال أمر الباطنية، وبث دعاة الاسماعيلية من قبل الدولة الفاطمية في مصر للدعوة إلى الخليفة الفاطمي « المستنصر بالله » ضد الخليفة العباسي «المستظهر بالله » .

ولهذا استهدف الغزالى من هذا الكتاب هدفين : إظهار فضائح الباطنية ، وهو أمر يتعلق بالعقيدة ؛ وبيان فضائل المستظهرية ، أى خلافة المستظهر بالله العباسي ، وهو أمر يتعلق بالسياسة ومن هنا جاءت تسمية الكتاب بـ « المستظهرى » في « فضائح الباطنية وفضائل المستظهرية » أما المستظهر بالله فهو : أبو العباس أحمد بن المقتدى بالله عبدالله بن الأمير محمد بن القاسم العباسي . ولد في شوال سنة له عند موت أبيه سنة ٤٨٧ هـ وله ست عشرة وبويع له . سنة ، ووزر له عميد الدولة : أبو منصور بن جهير ، وسديد الملك أبو المعالى المفضل بن عبد الرزاق الأصبهاني ، وزعيم الرؤساء - أبو القاسم بن جهير ، ومجد الدين – أبو المعالى هبة الله ابن المطلب ، ونظام الدين أبو منصور الحسين بن محمد . و ناب عن الوزارة أمين الدولة - أبو سعد بن الموصلايا ، وقاضي القضاة - أبو الحسن على بن الدامغانى . ومضى في أيامه ثلاثة سلاطين خطب لهم بالحضرة ، وهم : تاج الدولة تتش  ابن ألب أرسلان ، والسلطان بركيارق ومحمد ابنا ملكشاه » ( ابن الأثير في حوادث سنة ٥١٢ ه ج ١٠ ص ١٨٨ ).

وفي أيامه قويت شوكة الباطنية ، فتولى السلاجقة إخضاعهم خصوصاً في أصبهان وأعمالها ، وقد لجأوا خصوصاً إلى الاغتيالات الفردية . فقتلوا نظام الملك ، « أتاه شاب صوفي الشكل من الباطنية ليلة عاشر رمضان [ سنة خمس وثمانين وأربعمائة ] فناوله قصة ثم ضربه بسكين في صدره فقضى عليه » ( « شذرات الذهب » لابن العماد ۳ ص ۳۷۳ ) ؛ وقتلوا بهمذان قاضي قضاة أصبهان عبيد الله بن على الخطيبي ؛ وقتلوا بأصبهان - يوم عيد الفطر - أبا العلاء : صاعد بن محمد البخارى الحنفى المفتى ؛ وقتلوا بجامع آمل - يوم الجمعة في المحرم - فخر الإسلام القاضي أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل الرويانى شيخ الشافعية - وكل ذلك في سنة ٥٠٢ هـ وعظم الخطب بهؤلاء الملاعين ، وخافهم كل أمير وعالم لهجومهم على الناس » ( « شذرات الذهب » ج ٤ ص ٤ ) . وكانوا عضداً في النزاع السياسي بين بركيارق والسلطان محمد ، فاستعان بهم برکيارق أولاً في قتل من يريد قتله من الأمراء ، مثل أنز ، شحنة أصبهان ، وأرغش ، وغيرهم . فأمنوا جانبه وانتشروا في عسكره وأغروا الناس ببدعتهم ، وتجاوزوا إلى التهديد عليها ، حتى خافهم أعيان العسكر . وصار بركيارق يصرفهم على أعدائه ، والناس يتهمونه بالميل إليهم . فاجتمع أهل الدولة وعذلوا بركيارق في ذلك ، فقبل نصيحتهم ، وأمر بقتل الباطنية حيث كانوا . فقتلوا وشردوا كل مشرد » (تاريخ ابن خلدون ، ج ٥ ص ٢٦ ؛ طبعة بولاق ) . وفي سنة ٥٠٠ قتلوا فخر الملك بن نظام الملك.

وتوفي المستظهر بالله في السادس عشر من شهر ربيع الآخر سنة ٥١٢ ، وعمره أربعون سنة وستة أشهر وستة أيام ، وخلافته أربع وعشرون سنة وثلاثة أشهر وأحد عشر يوماً . وكان الأمر في عهده للسلاجقة ، ولم يكن له من السلطان شيء .

فالغزالى في ردوده على الباطنية ، التي بدأها بكتابنا هذا ، إنما قصد أو قصد له أن يناضل الباطنية من حيث المذهب ، كما كان أمراء السلاجقة يكافحونها من حيث السلطان السياسي

وكان الغزالى على وعى تام بخطر الباطنية على الإسلام ، ولهذا كان هجومه عليهم عنيفاً مخلصاً متحمساً ؛ بينما جاء الفصل الخاص بـ « إقامة البراهين الشرعية على أن القائم بالحق والواجب على الخلق طاعته في عصرنا هذا هو الإمام المستظهر بالله » ، وهو الفصل التاسع ، جاء ضعيفاً لا يتناسب في قوة حجاجه مع قوة حجاج الفصول الأخرى


قيم الكتاب:

💬 التعليقات

شاركنا برأيك عن الكتاب في قسم التعليقات أدناه. نريد أن نسمع منك! 😊

مواضيع ذات صلة
الجدل, الرد على المخالفين،, كتب الإمام الغزالي،,

إرسال تعليق

0 تعليقات